16 - 08 - 2024

مؤشرات| أصابع واشنطن العنوان الرئيسي في حروب المنطقة

مؤشرات| أصابع واشنطن العنوان الرئيسي في حروب المنطقة

مرت المنطقة خلال العقود الأربعة الأخيرة بأربعة حروب، بدأت بالحرب العراقية الإيرانية، وتواصلت لحرب تحرير الكويت من الغزو العراقي، ثم جاءت الحرب على العراق، وتتواصل حاليا الحرب الرابعة في اليمن.

والتاريخ والواقع يؤكد أن كافة أزمات المنطقة وراءها واشنطن وأطماعها في الشرق الأوسط، وهي من أشعلت وتشعل الأزمات والحروب، بل الأكثر أن الولايات المتحدة لديها حرص سيء على ادخال المنطقة في أزمات مستمرة لاستنزاف قواها وأموالها وثرواتها من جانب، ولحماية الكيان الصهيوني من جانب آخر، بل هناك من يرى أن الفكر الأمريكي يلجأ لهذه المنطقة لحل أزماته، لبيع السلاح الأمريكي ولتشغيل مصانعه.

ولو عدنا للتاريخ خلال العقود الاربعة الأخيرة، سنجد أن الحرب العراقية الإيرانية في واخر السبعينيات، وأوائل الثمانينيات والتي استمرت 8 سنوات، كانت واشنطن وراءها، وأدخلت البلدين في حرب استنزفت أموالهما وشعبهما في حرب لم تنته إلى شئ، سوى الإفقار ونهب المال.

ولم تمر عشر سنوات حتى جاءت حرب الخلج الثانية والتي نشبت بدور أمريكي خبيث وراء غزو العراق للكويت، لتقوم حرب أخرى، كان الأمريكان هم الأساس والرابحين فيها، فيما خسرت العراق كثيرا بسبب تهور قادتها، وتراجع الإقتصاد الكويتي، الذي مازال يسدد شعبه فاتورة الحرب حتى الآن، وما زالت الفجوة الرسمية والشعبية قائمة بين البلدين، بسبب فعل أمريكي شيطاني.

وتوالت التدخلات الأمريكية في المنطقة، لنهب ثرواتها، لتأتي بعد عشر سنوات أخرى،  الحرب الوهمية على الكيماوي والنووي العراقي، والتي شاركت فيها منظمات دولية باتهامات وهمية لبغداد، واتضح كذبها بعد ذلك، لتنفرد أمريكا وتفرض نفسها شرطي العالم، وتشن حربا طويلة على العراق، ورغم الكذب الأمريكي الطويل والممتد، إلا أنها ظلت تدمر في العراق، الذي تحوّل إلى أشلاء سياسية وجغرافية، وشعبية، ومليشيات، بل تحوّل إلى مرتع للإرهاب بدعم أمريكي، فالتاريخ والوقائع تؤكد أن واشنطن هي راعية الإرهاب الأولى وحاضنته، من بن لادن، وحتى داعش.، ونهبت أمريكا خيرات العراق، وحتى في إعماره ما زالت تضع يديها لتكسب "اللقمة الأكبر".

وبعد أقل من عشر سنوات أخرى واصلت واشنطن لعبتها القذرة، لتورط المنطقة في حرب اليمن الجديدة، لتقف متفرجة، بل داعمة ببيع السلاح لكل الأطراف لحرب دخلت عامها الرابع استنزفت دولا وشعوبا، فالمؤكد أن هناك أطماع إيرانية، بغطاء حوثي في المنطقة، لكن الأخطر هو الأطماع الأمريكية، وكان الضحية في النهاية ولسنوات هو الشعب العربي اليمني، الذي ربما كفر بالعروبة وأصله العربي، خصوصا أنه يعيش مشردا ولاجئا في كل بلدان العالم تاركا أرضه ويمنه الذي كان سعيدا يوما ما.

والأصابع الأمريكية ليست ببعيدة عن سوريا العربية وأرض الشام وأهله، فلاشك أن حماية الكيان الصهيوني والثروات العربية أهم كثيرا عند الأمريكان من أي صداقة، تدعيها واشنطن، وهو ما اعترف به جميع قادة الولايات المتحدة، وآخرهم هذا المعتوه ترامب.

وها هو السيناريو يتكرر، لإيقاظ الفتنة من جديد بغطاء أمريكي، تحت شعار أمريكي يمكن تسميته بـ"الشرق الأوسط وحروب لا تتوقف"، حيث يطل علينا شبح حرب خامسة، وإن كنت أشك في ذلك، رغم محاولات توفير عوامل وأسباب لنشوبها، من خلال العمليات التي تتم حاليا باستخدام التفجيرات بطائرات "الدرون" "طائرات بدون طيار، والتي ترمي إلى اشعال حرب في المنطقة لا تتحمل فيها الولايات المتحدة الأمريكية تكلفة طلقة واحدة، بل تدفع أخرين إلى القيام بها نيابة عنها ولا منتصر فيها مع إيران.

والخلاف الأمريكي الأمريكي واضح جدا حول جدوى هذه الحرب، ولكن في اللحظة المناسبة سيتوافق الجميع، طالما الخزانة الأمريكية ستمتليء بعائد صفقات السلاح التي بدأت بوادرها بالمال العربي، والذي هو أحد المقاصد.

والسؤال هل سندرك نحن العرب مخاطر فحيح الأفعي الأمريكية، أم سنظل ندور في سياساتها ونحن معصوبي العيون؟!
---------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | تعليم